لماذا يرفض المخطئون الاعتذار؟.. سببان وراء هذه الظاهرة
نشر بواسطة: mod1
الأحد 17-03-2024
 
   
العربية نت

الاعتذار يعني لبعض الناس التقليل من الذات وآخرون يعتبرونه فقداناً للسيطرة

يرفض أغلبُ الناس تقديم الاعتذار للآخرين عند ارتكاب الأخطاء، حيث إن الناس عموماً يجدون صعوبة بالغة بتقديم الاعتذار، ولو فعلوا ذلك فإنهم يفعلونه بشق الأنفس وليس عن طيب خاطر، فيما تبدو هذه الحالة ظاهرة عامة على اختلاف البشر، وعلى اختلاف الأمكنة والأزمنة.

وينشغل علماء النفس والباحثون في دراسة هذه الظاهرة من أجل معرفة أسبابها، حيث إن التغلب على ظاهرة "رفض الاعتذار" يُمكن أن تُحسن العلاقات الإنسانية إلى حد كبير وتقلل من المشاكل والاشتباكات بين الناس، وتخلق أجواء من الهدوء والسلم الاجتماعي.

وقال البروفيسور تايلور أوكيموتو، الأستاذ في جامعة "كوينزلاند" الأسترالية إنه أمضى 15 عاماً من حياته البحثية والأكاديمية في دراسة "سيكولوجية الاعتذارات"، بما في ذلك البحث في أسباب ظاهرة "رفض الاعتذار"، أو صعوبة الاعتذار على الإنسان حتى عندما يعلم بأنه قد ارتكب خطأ ما.

ويعترف أوكيموتو في مقال نشره موقع "بي سايكولوجي توداي"، واطلعت عليه "العربية نت"، إنه هو نفسه يجد صعوبة في تقديم الاعتذار للآخرين عندما يرتكب خطأ، وذلك على الرغم من فهمه لأسباب ذلك ودراسته للأمر وإيمانه بأن تقديم الاعتذار هو أمر جيد.

تقليل من الذات

ويخلص الباحث والأستاذ الجامعي الى وجود سببين وراء صعوبة تقديم الاعتذار، أما الأول فهو أن "الاعتذار يشبه التقليل من الذات، حيث لأنك أنت الذي أخطأت فهذا يجعلك تشعر بالسوء عندما تعترف أمام الآخرين وأمام نفسك أنك ترتكب الأخطاء.. إنها مواجهة لأولئك الذين يفتخرون بأنهم ذوي معرفة أو أخلاقيين.. إنه يشكك في نزاهتنا، نحن لسنا الشخص المثالي الذي نصور أنفسنا عليه".

أما السبب الثاني، بحسب البروفيسور أوكيموتو، فهو أن "الاعتذار يعني التخلي عن السلطة والسيطرة، حيث تعيد الاعتذارات تلك القوة والسيطرة إلى الضحية الذي ارتكبنا الخطأ بحقه، وهذه الضحية قد تختار قبول الاعتذار أو حجب المغفرة حتى يتم إجراء تعديلات أكثر من أجل إرضائها".

ويقول كاتب المقال إن "الضعف الأخلاقي الذي ينتج عن الاعتذار ليس شعوراً رائعاً. ويتضخم هذا الشعور أيضاً بين أولئك الذين لديهم تركيز عالٍ على الذات، مثل أولئك الذين يتمتعون بدرجة عالية من النرجسية والاستحقاق، والذين قد يكونون مترددين بشكل خاص في الاعتذار".

لكن البروفيسور أوكيموتو يقول إن الشيء الجيد في هذه الظاهرة هو "أن التردد في الاعتذار غالباً ما يكون في غير محله، فنحن نميل إلى المبالغة في تقدير مدى الإذلال والضغط الذي سنشعر به من جراء الاعتذار، وفي النهاية، فمن المرجح أن اعتذارنا سيجعلنا نشعر بالتحسن تجاه أنفسنا".

وفيما يتعلق بضرورة الاعتذار من أجل تحسين العلاقات بين الناس يقول أوكيموتو إن "الاعتذارات ليست حلاً سحرياً للمصالحة بين الناس، لكنها أداة تواصل بدرجة عالية من الدقة والتعقيد".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced