بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد دعت منظمات مجتمعية في ذي قار الى تطوير مراكز علاج التوحد في المحافظة عبر توفير الامكانيات المطلوبة ورفدها بالمدربين وتوظيف الخبرات والتجارب المحلية والعالمية المتطورة في المجال المذكور، مشيرة الى ان الارقام الرسمية لأعداد المصابين بالمرض لا تشمل الجميع ولاسيما المصابين في المناطق والقرى النائية.

ومرض التوحد هو اضطراب في النمو، يؤثر في التواصل والسلوك، ويسبب تحديات اجتماعية، قد تكون طريقة تواصل المصابين به، وتفاعلهم، وتصرفهم، وتعلمهم مختلفة عن الآخرين، وتتراوح قدرات التعلم، والتفكير، وحل المشكلات لديهم، فهناك أشخاص موهوبون وآخرون ذوو تحديات شديدة، ما يؤدي إلى حاجتهم إلى المساعدة في أعمال الحياة اليومية أكثر من غيرهم.

ويقول رئيس منظمة التواصل والاخاء الإنسانية علي عبد الحسن الناشي في حديث لـ(المدى) إن "حالات التوحد المسجلة رسميا في مركز التوحد التابع لدائرة صحة ذي قار بلغت 460 حالة فيما هناك حالات اخرى مسجلة في 4 مراكز اخرى"، مبينا ان "حالات التوحد في المحافظة تفوق الارقام الرسمية بأضعاف مضاعفة وقد تصل الى 3 الاف حالة".

ولفت الى، ان "نوع جنس الطفل المصاب له اثر كبير في هذا المجال اذ يعتبر الذكور أكثر احتمالاً للإصابة باضطراب طيف التوحد بحوالي أربع مرات عن الإناث".

ويجد الناشي ان "العديد من حالات التوحد في المناطق والقرى النائية يتعذر حصرها بصورة تامة".

وعن اسباب الاصابة بالمرض أوضح ان "اسباب الاصابة بالمرض تعود الى اسباب وعوامل وراثية او بايولوجية كزواج القاصرات أو عوامل بيئية تتعلق بتفشي الاوبئة او عبر اللقاحات التي تعطى للمرأة الحامل او الطفل فضلا عن اسباب اخرى غير مباشرة كسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي او قيام الاب والام بترك الاطفال في اماكن معزولة وحرمانهم من الحنان الاسري".

ودعا رئيس منظمة التواصل والاخاء الإنسانية الى استخدام الطرق المتطورة والمستمرة لعلاج ضحايا التوحد من الاطفال وتثقيف المجتمع حول هذه الظاهرة ، مشددا على ضرورة معالجة الاطفال المصابين بالمراكز الحكومية المختصة.

واضاف "كما نطالب الجهات الحكومية بتوفير الامكانات اللازمة لمركز التوحد التابع لصحة ذي قار من خلال زيادة اعداد الموظفين والمدربين وتوظيف التجارب المتطورة والناجحة سواء تلك التي اثبتت نجاعتها على المستوى المحلي او في تجارب الدول المتقدمة".

بدورها، اشارت الامم المتحدة الى تحقيق تقدم ملموس في مجال الاهتمام بمرضى التوحد على مستوى العالم وجاء في بيان نشرته على موقعها الرسمي بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد انه "منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 نيسان/أبريل يومًا عالميًا للتوعية بمرض التوحد في عام 2007، حيث تحتفي الأمم المتحدة بهذا اليوم كوسيلة لتأكيد وتعزيز وتنفيذ جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للأشخاص المصابين بالتوحد على مستوى العالم على أسس متساوية وشاملة مع الآخرين".

وتابع بيان المنظمة الاممية؛ "وقد احرز العالم تقدما كبيرا في هذا المجال بفضل جهد العديد من المدافعين ومشاركة التجارب التي يعيشها الأشخاص المصابون بالتوحد على المستوى العالمي".

واضاف أن "قرار الجمعية العامة الصادر عام 2007 يؤكد على أهمية رفع مستوى الوعي العام بمرض التوحد"، مستدركا "واليوم، بعد مرور 17 عامًا، انتقلنا من مجرد رفع مستوى الوعي إلى تعزيز قبول وتقدير الأشخاص المصابين بالتوحد ومساهماتهم في المجتمع".

وعن فعالية عام 2024 ذكر بيان الامم المتحدة "تهدف احتفالية هذا العام إلى جلب منظور عالمي شامل حول التوحد من خلال التركيز بشكل فريد على أصوات وتجارب الأفراد المصابين بالتوحد أنفسهم"، مردفا "بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأشخاص المصابين بالتوحد ليتمكنوا من تحقيق النجاح".

ويعاني طفل واحد من بين كل 160 طفلًا من اضطراب طيف التوحد، تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية. فقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل، وعادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.

وبالمقابل يمكن للتدخلات النفسية والاجتماعية المسندة بالبيّنات، مثل أنشطة معالجة السلوك، أن تحد من المصاعب المصادفة في التواصل والسلوك الاجتماعي، وتؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في العافية ونوعية الحياة.