باحثان يدعوان للتخلص من "عشبة النيل" ويحذران من خطورتها على البيئة
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 01-10-2011
 
   
بغداد/ أصوات العراق:
دعا باحثان بيئيان عراقيان، السبت، إلى التخلص نهائيا من "عشبة النيل" فوق المسطحات المائية عبر اتباع الطرق العلمية الحديثة، محذرين من أضرارها البيئية والاقتصادية.
وقال الاستاذ المساعد في مركز بحوث البيئة في الجامعة التكنلوجية ببغداد الدكتور صديق أحمد الحيالي لوكالة (اصوات العراق) إن "عشبة النيل او ما تعرف بـ(زهرة النيل)، تشكل طبقة فوق المسطح المائي وتتنامى وتتكاثر، وهي من اكثر الاسباب فتكا للثروة السمكية، نظرا لما تحتويه من سموم، رغم شكلها الجميل والوانها البراقة، كما تمتص كميات كبيرة من المياه، في وقت تعاني فيه البلاد ما من شحة في المياه جراء الجفاف"، مبينا أن "دول العالم منها العربية تنفق الكثير من الاموال لاقتلاعها من جذورها، لما تسببه من اضرار اقتصادية، كما أن لا جدوى من اتباع طريقة الكري، كون العشبة لها القدرة على تكوين نفسها من جديد، ولا بد من منع دخولها".
واوضح الحيالي أن "باحث عراقي جلب هذه العشبة في اواخر سبعينيات القرن الماضي من مصر، وصارت تباع كنبات زينة، لكنها بالحقيقة سببت كوارث للبلد، ولابد أن تكون هناك جهود من الحكومة ووزارات الزراعة والموارد المائية وعلوم والتكنلوجيا لوضع خطة شاملة وحقيقية، وعمل دؤوب وفعال لاقتلاعها من جذورها، لأنها أشبه بالسرطان، واية جزء منها يبقى يسبب مشكلة كبيرة"، لافتا إلى أن المعالجات الميكانيكية لاقتلاعها غير مجدية أيضا لأنها لا تتمكن من اقتلاع الجذور، ولا حتى المعالجات الكيميائية، وهنا يجب أن تعالج بيولوجيا، لأنها الطريقة الافضل للتخلص منها بالكامل".
وهنا يرى مستشار وزارة العلوم والتكنولوجيا الدكتور ضياء محمد مهدي المولوي أن "القضاء على هذه العشبة من شأنه أن ينعكس إيجابيا على التنمية الاقتصادية وترشيد المياه في الأنهر والمسطحات المائية"، وأردف "الطريقة المثلة للتخلص منها هو اتباع اساليب بيولوجية وكيمائية، من خلال تشكيل فريق بحثي يشمل عدد من دوائر الوزارة للخروج برؤية واضحة وموحدة تستفيد منها وزارة الموارد المائية، بعد أن توصل أحد باحثي دائرة بحوث الكيمياء والصناعات البتروكيميائية في وزارة العلوم إلى استعمال مادة مانعة التبخر لمكافحة نبات زهرة النيل بالطريقة الكيماوية". 
ودعا المولوي إلى "تشكيل لجنة بحثية داخل الوزارة تعنى بهذا المجال وتفعيل التعاون البحثي والتقني المشترك بين وزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة الموارد المائية وبذل الجهود الساعية لمكافحة هذه الآفة الزراعية التي تعرقل جريان ماء الأنهر وتأثر سلبا على المياه العراقية". 
وزهرة النيل هي نبات مائي يطفو على المسطحات المائية ويتكاثر بسرعة كبيرة ويستهلك كميات هائلة من المياه، فضلا عن امتصاصه كميات كبيرة من الأوكسجين المذاب في الماء مما يغير من طعم المياه ويولد رائحة كريهة، كما يتسبب بتلويث البيئة ويشكل تهديدا حقيقيا للثروة المائية في البلدان التي ينتشر فيها ومنها العراق.
ويعتبر حوض نهر الأمازون في قارة أمريكا الجنوبية الموطن الاصلي لهذه النبتة، ومنه انتشرت إلى العديد من دول العالم وخاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وهو احد الحشائش السائدة في نهر النيل خاصة في مصر وكينيا وأوغندا وتنزانيا وبنين والسودان.
كما ينتشر أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية وجزيرة جاوة واستراليا، حتى وصل الى العراق اواخر سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي.
ويتمتع هذا النبات بمنظر مميز وجذاب بسبب أزهاره الأرجوانية الكبيرة، ويتكون من مجموعة جذرية تحت الماء ومجموعة خضرية تطفو فوق سطح الماء، كما انه نبات عشبي ذو سيقان قصيرة طافية وجذور طويلة نسبيا ذات لون داكن يمتلك أوراقا دائرية أو بيضوية الشكل ذات لون اخضر لماع بعضها منتفخ يعمل كطوافات تساعد النبات في الطفو وأوراقه مجمعة على شكل وريدة صغيرة ذات أعناق إسفنجية منتفخة تصل إلى (30) سم، وهناك السنبلة الزهرية يتراوح طولها بين (5- 15) سم تتكون من عدة أزهار تصل إلى (10) أزهار ذات ألوان أرجوانية مزرقة والجزء العلوي فيها ذو بقعة أسفنجي، والثمرة غشائية ذات حجرات منتفخة ومنها تنتشر البذور، يتراوح قطر النبات ما بين ( 20 – 30) سم أما ارتفاعه فقد يصل إلى (100) سم، ويمتلك هذا النبات كتلة كثيفة من الجذور التي يستخدمها لامتصاص الماء والمواد الأولية الأخرى وهو يقوم بصنع غذائه كبقية النباتات الأخرى بعملية التركيب الضوئي.
وتقع فترة التكاثر والنمو الرئيسية لهذا النبات خلال المدة الممتدة بين شهري نيسان وتشرين الثاني وتكون ذروة نموه وتكاثره في الأشهر ذات الحرارة العالية وهي حزيران وتموز وآب وأيلول، وسط غياب دراسة دقيقة ناتجة عن تحليل تجريبي وإحصائي لسرعة نموه وانتشاره بشكل دقيق، إلا أن المعلومات التقديرية العامة تؤكد بأنه ينتشر ويتكاثر بسرعة فائقة فهو من أكثر النباتات إنتاجية على وجه الأرض، ويضاعف أعداده الموجودة خلال فترة من ( 5- 18) يوما ويكون على شكل مسطحات كثيفة على سطح الماء فينافس النباتات الأخرى المغمورة الطافية في الماء، حيث تشغل النبتة الواحدة مساحة تقدر بـ( 2500) م2 في الموسم الواحد وهذا يشكل خطورة بالغة على الوضع البيئي في المياه وينتشر عادة مع اتجاه جريان الماء.
ويساعد انتشاره وجود الخلجان والتعرجات في المجرى كما يحتمي ويساعد على تكاثره وجود القصب والبردي على الضفاف، وبذلك يشكل بما يشبه سرطانا طافيا يؤدي إلى تبخر كميات هائلة من المياه قدرتها الدراسات الحديثة في مصر بـ (3) مليارات م3 من المياه وهو ما يكفي لزراعة مساحة واسعة من الأرض.
ومن أهم مخاطره على البيئة، هو أثيره على نوعية المياه ويقلل محتواها من الأوكسجين وينتج عنها بيئة غير صالحة للأنواع الإحيائية الأخرى النافعة، ويشجع نمو أحياء أخرى ضارة، فضلا عن استهلاكه كميات كبيرة من المياه، ويقدر استهلاك النبات الواحد حوالي لتر من الماء يوميا يقوم بإعاقة الملاحة من خلال تكوين مسطحات كثيفة من النباتات المتشابكة والمتراصة، ويسبب ضغط كبيرا على الجسور العائمة المنصوبة على الأنهار مما يؤدي إلى إزاحتها وتحطيمها، وهذا ما حدث فعلا في جسري ناحية الزبيدية وقضاء العزيزية ضمن محافظة واسط عام 2001 م.
كما يحجب وصول ضوء الشمس إلى الأحياء الأخرى التي تعيش في الماء وخاصة الهائمات النباتية التي تشكل القاعدة الأساسية للنظام البيئي والغذائي الأساسي للهائمات الحيوانية والأسماك مما يسبب خللا في التوازن الدقيق للشبكة الغذائية، ويعيق أيضا عمليات الري من خلال غلق ومنع جريان مياه الري في الجداول الضيقة، وكذلك يقوم بغلق مضخات الري والبزل، ويحدث زيادة كبيرة في كميات المواد المتحللة الناتجة عن موت أجزاء من النبات وسقوطه إلى قعر الماء لينتج عنه بعد ذلك تغير وإخلال في النظام البيئي.
يذكر أن وجود هذا النبات وبهذه الكثافة وخاصة في قناة الجيش ومنطقة الرستمية في نهر ديالى أصبح ملاذا آمنا ومأوى لتكاثر أنواع من الذباب والبعوض والقواقع التي تعتبر الوسط الناقل لمرض البلهارسيا، فضلا عن انه يشكل بيئة مناسبة لإيواء التماسيح والثعابين.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced